المسرح الامازيغي بسوس و سؤال الهوية الفنية .
منذ سنوات، انطلقت رحلة تداخل الفنون بين المسرح والسينما، حيث كانت الفكرة في بدايتها تواجه تحديات وصعوبات جمة، في ظل وجود عقول متحجرة كانت تعتبر هذا التمازج خلطًا غير مقبول. اعتبرت تلك العقول أن المسرح يجب أن يحافظ على طابعه التقليدي، وأن السينما ليست سوى فن مختلف تمامًا. لكني كنت من الأوائل الذين آمنوا بأن هناك فرصة حقيقية لتفاعل هذين الفنين، وأن دمجهما في تجربة فنية جديدة يُعدّ ضروريًا لروح العصر.
إن السينما والفنون البصرية تمثلان تجسيدًا للحداثة والابتكار. في زمن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يجب على المسرح أن يتطور ويتكيف مع هذه المستجدات. لذلك، فإن إدماج عناصر السينما في العروض المسرحية لا يعزز فقط التجربة البصرية للجمهور، بل يفتح آفاقًا جديدة للإبداع الفني.
على مر السنين، بدأت تجارب متعددة تظهر في هذا الاتجاه، حيث اعتمد العديد من المخرجين والفنانين على دمج تقنيات السينما مع العناصر المسرحية. رأينا كيف استطاعت العديد من العروض أن تتجاوز حدود المسرح التقليدي لتخلق تجارب فريدة تدمج بين السرد القصصي القوي للسينما والتفاعل الحي والمباشر للمسرح.
أعتبر هذا الدمج فرصة ذهبية لإعادة إحياء التراث الثقافي الأمازيغي بطرق مبتكرة. إن تشجيع المحتوى الأمازيغي واستغلال الأدوات السينمائية في هذا السياق لا يسهم فقط في تعزيز الهوية الثقافية، بل يساهم أيضًا في تقديم المسرح الأمازيغي بشكل يتماشى مع تطلعات الجمهور في المستقبل.
من المهم أن نواصل السعي نحو تجديد فنوننا، وأن نكون منفتحين على الابتكارات والتجارب الجديدة. فالمسرح، كفن حي، يحتاج إلى التغيير والتطوير. دمج السينما والفنون البصرية في المسرح ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة لتأمين مستقبل الفنون وتعزيز الهوية الثقافية.
إنني سعيد بأن أكون جزءًا من هذا التحول، وأسعى جاهدًا لتشجيع الجميع على التجريب والابتكار، لأن الفن يجب أن يكون دائمًا في تطور مستمر، يتماشى مع حركة الحياة والعصر الحديث.
يوبا اوبركا