ظمت اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بأكادير نشاطًا بمناسبة اليوم العالمي للمهاجر، حضره عدد من المهاجرين الأفارقة من دول جنوب الصحراء مثل الكاميرون، غينيا كوناكري، الغابون، مالي، كوت ديفوار والسنغال، بالإضافة إلى باحثين مغاربة وفعاليات من المجتمع المدني.
وقد تمحور موضوع اللقاء حول الهجرة والعيش المشترك. افتتح اللقاء بكلمة من السيد الرئيس، الدكتور محمد شارف، حيث تناول فيها موضوع الحق في الهجرة والتزامات المغرب الدولية، مع التركيز على علاقات المغرب مع دول غرب أفريقيا. كما أشار إلى أهمية الاحتفال بالأيام الموضوعاتية ودور المؤسسات الدولية في هذا المجال، خصوصًا وأنه عضو في اللجنة الأممية المعنية بقضايا العمال المهاجرين وأسرهم في جنيف بسويسرا.
ثم تناول الكلمة الدكتور خالد العيوض، مدير مركز تاوسنا للدراسات والأبحاث، الذي قدم خلاصة عن قرن من الهجرات في أرض سوس، مشيرًا إلى الواقع الراهن حيث أصبح المجال السوسي جذابًا للمهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء، الذين أطلق عليهم اسم “القاطنين الجدد”، حيث يتجاوز عددهم اليوم 10,000 مهاجر، أغلبهم مستقرون في إقليم اشتوكة آيت باها.
كما تم الاستماع إلى تجارب المهاجرين، التي كانت مؤثرة للغاية، إذ عكست حجم المعاناة التي مروا بها قبل الوصول إلى الوضع الحالي. وقد أشاد المهاجرون بالسياسة الملكية في التعاطي مع ملف الهجرة، معتبرين أن المغرب يقدم نموذجًا إيجابيًا في هذا المجال.
وفي الختام، تم العمل في مجموعات حول قضايا العيش المشترك وتقديم مقترحات لتدبير ملف الهجرة بشكل أمثل. وقد كان اللقاء التواصلي صريحًا، هامًا، ومؤثرًا، حيث تم التوصل إلى خارطة طريق لبناء ثقافة العيش المشترك في فضاء طالما كان أرضًا للتسامح والتعايش.
