ام سات كوم
يعتبر الأمازيغ، الذين يُطلق عليهم “إيمازيغن” في لغتهم، سكان شمال إفريقيا الأصليين الذين كان لهم دور بارز في تشكيل تاريخ المنطقة والعالم. عبر العصور، ساهم الأمازيغ في بناء حضارات عظيمة وقدموا للبشرية إبداعات فريدة في مجالات متعددة مثل الزراعة والفنون وصناعة الأدوات والتعبير الثقافي. وفيما يلي تسليط الضوء على أبرز محطات إرثهم العريق:
أصول الأمازيغ
تشير الدراسات الأثرية والجينية إلى أن الأمازيغ هم السكان الأصليون لشمال إفريقيا، حيث يمتد وجودهم في المنطقة لآلاف السنين. تدعم الجينات الأمازيغية (EM35) هذا الامتداد التاريخي، وتربط بين أسلاف الأمازيغ القدامى وسكان المنطقة الحاليين. من أبرز الاكتشافات التي تؤكد هذا الامتداد مقبرة تاسراكوات في تافوغالت، التي تعد أقدم مقبرة بشرية معروفة، ويعود تاريخها إلى نحو 12 ألف عام.
الحضارات التي ساهم فيها الأمازيغ
- أقدم مجتمع زراعي في شمال إفريقيا
اكتشف فريق دولي من الباحثين مجتمعًا زراعيًا في المغرب يعود تاريخه إلى 3400-2900 قبل الميلاد، ويعد هذا الاكتشاف الأقدم من نوعه خارج منطقة نهر النيل. يعكس هذا الاكتشاف براعة الأمازيغ في تطوير تقنيات الزراعة وتنظيم الحياة المجتمعية. - قرطاج والممالك الأمازيغية
لعب الأمازيغ دورًا مهمًا في بناء مدينة قرطاج، التي كانت واحدة من أعظم حضارات البحر الأبيض المتوسط. كما أسسوا ممالك عظيمة مثل مملكة نوميديا التي تحت حكم الملك ماسينيسا أصبحت قوة إقليمية هامة. - العصر الإسلامي
كان للأمازيغ دور محوري في نشر الإسلام في شمال إفريقيا والأندلس، وأسهموا في تأسيس دول عظيمة مثل الموحدين والمرابطين، التي قدمت نموذجًا فريدًا في الإدارة والسياسة.
الاكتشافات الأثرية: أبعاد جديدة للتاريخ الأمازيغي
صناعة الملابس
أظهرت دراسة أجراها معهد “ماكس بلانك” أن الإنسان الأمازيغي في المغرب كان أول من ابتكر الملابس باستخدام أدوات عظمية لتصنيع جلود الحيوانات، وذلك قبل 120 ألف عام
الحلي الأقدم في التاريخ
في مغارة قرب مدينة الصويرة، تم العثور على حلي مصنوعة من قواقع بحرية يعود تاريخها إلى نحو 150 ألف عام، مما يجعلها الأقدم في تاريخ البشرية. تعكس هذه الحلي الوعي الثقافي والرمزية لدى الإنسان الأمازيغي المبكر.