حسن لعكير، الشاب الذي نشأ في مدشر بسيط جنوب أكادير، خط مسار حياته بين أمل الطفولة في التنمية وطموحاته التي دفعته للسعي وراء العلم والعمل في مجالات متعددة. رغم التحديات، كان له نصيب من التعليم الذي تلقّاه على مراحل مختلفة في حياته، إلى أن استقر في مدينة غرناطة الإسبانية، حيث تنوعت اهتماماته بين الأدب الإسباني، القانون، والتنمية.
نشأ حسن في إنشادن، بين أكادير وتزنيت، حيث بدأ تعليمه في مدرسة صغيرة بقبيلة أيت بكو، ثم انتقل إلى إعدادية بلفع، التي كانت تبعد عن منزله سبعة كيلومترات، فكان يقطع المسافة يوميًا على دراجته الهوائية. بعدها، انتقل إلى مدينة بيوكرى ليكمل دراسته في السكن الداخلي، ثم تابع دراسته في جامعة ابن زهر بأكادير تخصص الأدب الإسباني.
بعد إتمام دراسته الجامعية في المغرب، بدأت مسيرته المهنية، حيث عمل في أكادير ثم انتقل إلى سويسرا، ليخوض فترة تدريب في الأمم المتحدة في جنيف. تابع حسن مسيرته إلى فرنسا حيث تلقى تدريبًا في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، ثم عاد إلى المغرب ليعمل مع وكالة التنمية الاجتماعية وصندوق الأمم المتحدة للتنمية في مشاريع إقليمية في قلعة السراغنة.
في خطوة كبيرة نحو تطوير مسيرته، قرر حسن دراسة الماجستير في التعاون الدولي بجامعة غرناطة، وهي الفرصة التي غيّرت مجرى حياته. بعد إتمام دراسته، أصبح مديرًا للتعاون والأبحاث في المؤسسة الأوروبية العربية، التي تضم شركاء في العديد من الدول العربية والأوروبية. هنا، بدأ يسهم في تعزيز التعاون بين المغرب وإسبانيا، بما في ذلك تعزيز التبادل الثقافي والتعليم العالي بين البلدين.
ويصرّح حسن بأن أكبر تحدٍ يواجه العلاقات المغربية الإسبانية يكمن في التحديات الزراعية، حيث أظهرت دراسات له إمكانية التعاون في هذا المجال بين البلدين، مما قد يسهم في تعزيز العلاقة الاقتصادية والقيام بمشاريع مشتركة في مجالات أخرى.
حسن لعكير يرى أن ثقافة البلدين المشتركة، خاصة في مجالات الفنون والتعليم، قادرة على تسهيل التقارب بين الشعبين، مُعبّراً عن طموحه في أن يصبح نموذجًا للتعاون بين المغرب وإسبانيا، وهدفه النهائي هو تحقيق التنمية المستدامة وتوسيع الآفاق عبر تبادل الثقافات والخبرات.
“أريد أن أكون رحّالًا غير مرسّم في مهنة واحدة طوال العمر، إذ من خلال السفر والتعلم من تجارب جديدة أكون أكثر فائدة لي ولغيري”، هكذا يعبّر حسن عن شغفه بالسعي المستمر نحو التميز والنمو الشخصي والمهني.