اخبار سريعة

ثقافة و فنجهات

تزنيت : ملتقى لإحياء الذاكرة وتثمين التراث الساحلي

تنظم جمعية كريزيم للتنمية بشراكة مع مركز سوس ماسة للتنمية الثقافية، والمجلس الجهوي سوس ماسة، والمجلس الإقليمي لتيزنيت، والمجلس الجماعي لأربعاء الساحل، والمديرية الجهوية للثقافة بجهة سوس ماسة، والمديرية الإقليمية للثقافة بتيزنيت، وبالتعاون مع المندوبية الإقليمية للصيد البحري لسيدي إفني، والمجلس الإقليمي للسياحة، ومركز اتيك، وتعاونية بيسني لتسويق المنتوجات البحرية، وتعاونية سيدي بونوار النسائية، الدورة الأولى من “ملتقى اتامغرا اوغرابو للتراث الثقافي البحري”، وذلك يومي 28 و29 دجنبر 2024.

يهدف الملتقى إلى إعادة إحياء فرجة “تامغرا اوغرابو” التي كانت تُنظم احتفاء بصناعة القارب، وهي فرجة كانت تمثل تقليدًا ثقافيًا مميزًا يجسد العلاقة العميقة بين الإنسان والبحر في ثقافة الأمازيغ الساحلية. كانت هذه الفرجة تُنظم في أجواء احتفالية، حيث يردد فيها النساء والأطفال والرجال مجموعة من الأشعار التي تحتفي باللحظة، ويُزين القارب بالفضة والحلي ويُساق إلى البحر كعروس متأنقة، لتكون بمثابة حدث احتفالي يدمج الفرجوية مع الطقوس الشعائرية المرتبطة بالميتولوجيا الأمازيغية.

يُعد هذا الملتقى فرصة لإعادة الاعتبار لهذه الفرجة المنقرضة، بالإضافة إلى توثيق الذاكرة الشفهية المتعلقة بها، التي لا تزال تُتداول بين البحارة الذين يعدون بمثابة كنوز بشرية. ويهدف الملتقى إلى الحفاظ على هذه الروايات المهددة بالاندثار، والبحث في كيفية إحيائها بشكل يتناسب مع متطلبات العصر ويضمن استدامتها للأجيال القادمة.

من بين الأهداف الأخرى للملتقى البحث في كيفية استثمار اللون الصباغي الأرجواني المستخرج من محار البحر (تانكروزت) في اللغة التشكيلية المعاصرة. يُعد هذا اللون مصدرًا مهمًا في فنون النسيج والطبخ الساحلي، ويُستَعمل في العديد من المنتجات البحرية المحلية. يسعى الملتقى إلى استكشاف إمكانيات إدماج هذا العنصر الطبيعي في الأعمال الفنية المعاصرة، مما يعزز الترابط بين التراث الثقافي والممارسات الفنية الحديثة.

أحد أبرز محاور الملتقى أيضًا هو الاهتمام بفن الطبخ الساحلي وتثمينه. فالمطبخ البحري يمثل جزءًا أساسيًا من الثقافة المحلية، حيث يتميز بتنوع الأطباق البحرية التي تحمل طابعًا خاصًا يعكس أسلوب الحياة في المناطق الساحلية. يهدف الملتقى إلى تعزيز هذا الفن عبر ورش عمل تفاعلية ومعارض تعرض أشهى الأطباق البحرية.

أما على الصعيد الترابي والسياحي، فيسعى الملتقى إلى خلق جاذبية مجالية للمنطقة من خلال تنشيط الأنشطة الثقافية والسياحية التي تسلط الضوء على التنوع والغنى البيئي والثقافي للمناطق الساحلية. سيتم تنظيم جولات سياحية إلى المواقع الطبيعية التي تزخر بها المنطقة، مما يساهم في تعزيز السياحة المحلية وتنشيط الاقتصاد.

يُعتبر “ملتقى اتامغرا اوغرابو للتراث الثقافي البحري” مناسبة فريدة للربط بين الماضي والحاضر، ولإعادة اكتشاف تراث ساحلي أصيل يجب الحفاظ عليه، ومناسبة للتبادل الثقافي والفني بين مختلف الأطراف المعنية. هذا الحدث هو تأكيد على أهمية الذاكرة الجماعية والحفاظ على الهوية الثقافية في ظل العولمة التي تهدد تراث الشعوب

What's your reaction?

Related Posts

3 / 1

Leave A Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *