تعتبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حجر الزاوية في مسار التنمية بالمغرب، وقد لعبت منصات الشباب دوراً محورياً في تحقيق أهدافها. في هذا السياق، نسلط الضوء على تجربة منصة شباب سيدي إفني، التي تمكنت من تحقيق إنجازات ملحوظة في مجال التنمية المحلية، مستعرضين أبرز مشاريعها واقتراحات لتعزيز دورها في المستقبل و بمشاريع مبتكرة وحلول مبدعة.. منصة شباب سيدي إفني تخطو خطوات ثابتة نحو المستقبل.
في قلب السوس، حيث تلتقي رمال الصحراء بهواء المحيط، تتألق شرارة إبداع شبابي، تتجسد في منصة شباب سيدي إفني. هذه المنصة، التي ولدت من رحم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، باتت اليوم حاضنة لأفكار مبتكرة ومشاريع واعدة، تساهم في رسم ملامح مستقبل المنطقة.
من منصة شباب سيدي إفني انطلقت العديد من الحكايات الناجحة. فشباب المنطقة، بدعم من المنصة، تمكنوا من إطلاق مشاريع اقتصادية متنوعة، كإنشاء تعاونيات للمنتجات المحلية، وتطوير تطبيقات رقمية مبتكرة. كما نظموا حملات توعية واسعة حول قضايا البيئة والصحة، وساهموا في إحياء التراث الثقافي المحلي.
الأرقام لا تكذب، فمنصة شباب سيدي إفني تمكنت من تمويل 147 مشروع تقدر مساهمة المبادرة الوطنية ب 10،95مليون درهم كما استفاد أزيد من 200 حامل مشروع من المواكبة و التكوين.
هذه الأرقام تعكس حجم العمل الجبار الذي تقوم به المنصة، وتؤكد على أهميتها في دفع عجلة التنمية المحلية.
لم يكن نجاح منصة شباب سيدي إفني وليد الصدفة، بل هو نتاج شراكات استراتيجية مع مختلف الفاعلين المحليين والجهويين والوطنيين. فالعامل، بصفته الممثل الأسمى للدولة ، يولي اهتماماً كبيراً بالمنصة، ويوفر لها الدعم اللازم لتحقيق أهدافها. كما تعمل المنصة بشكل وثيق مع القطاع الخاص والجمعيات والمؤسسات الحكومية، مما ساهم في تعزيز تأثيرها.
رغم الإنجازات التي حققتها، لا تزال منصة شباب سيدي إفني تواجه بعض التحديات، من بينها توفير التمويل المستدام، وتطوير القدرات المؤسساتية، وتوسيع نطاق عملها لتشمل المزيد من الشباب. ومع ذلك، فإن هذه التحديات تمثل في الوقت نفسه فرصاً للنمو والتطور.
مستقبل منصة شباب سيدي إفني واعد، فالشباب الذين يشتغلون فيها هم طاقة إيجابية، قادرة على تحقيق الكثير. ومع استمرار الدعم والتشجيع، ستواصل المنصة لعب دور محوري في بناء مجتمع افناوي مزدهر، يعتمد على قدرات شبابه وإبداعه.
منصة شباب سيدي إفني ليست مجرد مؤسسة، بل هي حاضنة للأحلام، ومصنع للنجاحات. إنها قصة نجاح مغربية، تستحق أن تروى وتحتفل بها.
عبد الكريم غيلان
كاتب رأي