اخبار سريعة

تمازيغتسلايدشو

احتفالات رأس السنة الأمازيغية: بين الفلكرة والمطالبة بالتطبيع مع المستقبل

على الرغم من الاعتراف الرسمي بالأمازيغية في المغرب، إلا أن الحركة الأمازيغية لا تزال تجد نفسها في مواجهة مع بعض المظاهر التي تتعارض مع تطلعاتها الحقيقية. أحد هذه المظاهر هو تحويل احتفالات رأس السنة الأمازيغية إلى مجرد طابع فلكلوري، يتم استغلاله من قبل البعض لإعادة إحياء صور تقليدية قديمة لا تعكس واقع ومستقبل الأمازيغية في المغرب.

لقد شهدت احتفالات رأس السنة الأمازيغية في السنوات الأخيرة تحولًا ملحوظًا، حيث أضحت هذه المناسبة فرصة للتسويق الثقافي والترفيهي، بعيدًا عن العمق الذي يجب أن تحمله هذه الاحتفالات. تحول هذا الحدث إلى مجرد مهرجانات فلكلورية، يعرض فيها الموروث الشعبي على شكل استعراضات سطحية، في حين أنه كان من المفترض أن يكون مناسبة للتأكيد على الهوية الأمازيغية وترسيمها في كل جوانب الحياة اليومية. هذا الطابع الفلكلوري الذي يسيطر على الاحتفالات قد فشل في تقديم قيمة حقيقية للثقافة الأمازيغية العابرة للحدود.

تجدر الإشارة إلى أن العديد من النشطاء الأمازيغ يشعرون أن تلك الاحتفالات تقتصر على طقوس قديمة لا تتماشى مع تطلعات الجيل الجديد، الذي ينظر إلى الثقافة الأمازيغية كجزء حي ومؤثر في تطور المجتمع. إن الأمازيغية اليوم هي أكثر من مجرد موروث شعبي يُحتفى به في يوم واحد من السنة. هي قضية مستمرة تتطلب تحولًا حقيقيًا في السياسات العامة، وفي الممارسة اليومية لمختلف المؤسسات.

من بين النقاط التي يثيرها العديد من النشطاء، هو ضرورة إحداث تغييرات حقيقية على مستوى التنزيل الفعلي للترسيم الأمازيغي. فالتعامل مع الأمازيغية كقضية ثقافية يجب أن يذهب أبعد من الفلكلور والعروض الترفيهية. إنها قضية حقوقية واجتماعية، تتطلب إدماج اللغة الأمازيغية في جميع المجالات: من التعليم إلى الإعلام، ومن الإدارة إلى القوانين. إن الترجمة الحقيقية للترسيم الأمازيغي لا تتمثل في مناسبات تقام هنا وهناك، بل في إدخال الأمازيغية بشكل دائم في كافة مناحي الحياة.

ومع ذلك، يلاحظ العديد من النشطاء الأمازيغ أن بعض الأحزاب السياسية، التي تفترض أنها تمثل مصالح الأمازيغ، قد استغلت المناسبة للمزايدة على مواقفها السياسية. هذه المزايدات لا تخدم الأمازيغية لافي الشكل ولا في الجوهر، بل تزيد من تهميشها وتدفعها إلى الزوايا الضيقة، حيث تتنازع حول الحضور الإعلامي والشعبي بدلاً من التركيز على العمل الجاد من أجل القضايا الجوهرية.

إن التحول المطلوب لا يجب أن يكون في تمجيد الماضي، بل في بناء مستقبل يعكس تطلعات الأمازيغية في العصر الحديث. ينبغي على الحركة الأمازيغية أن تركز على المطالبة بتعزيز حقوق الأمازيغ بشكل ملموس، وبالتعاون مع جميع الأطراف المعنية، من أجل جعل الأمازيغية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية المغربية، ليس فقط في المناسبات، بل في الحياة اليومية والشأن العام.

الاحتفال برأس السنة الأمازيغية يجب أن يكون فرصة لتأكيد هذا التوجه نحو المستقبل، وإبراز أهمية الأمازيغية كعنصر حي ومؤثر في المجتمع المغربي. بدلاً من الاكتفاء بالاستعراضات الفلكلورية التي قد تُشعر البعض بأن الأمازيغية مجرد جزء من التراث القديم، ينبغي أن يكون الهدف هو جعل الأمازيغية جزءًا من الحياة المعاصرة.

لذلك، تبقى مطالب الحركة الأمازيغية واضحة: ضرورة تفعيل ترسيم الأمازيغية في كافة المجالات الحياتية، والعمل على دمجها في المستقبل بدلًا من الاكتفاء بالاحتفاء بالماضي.

يوبا أبركا
مخرج وفاعل ثقافي
عضو الآلية التشاركية لتفعيل رسمية الأمازيغية بمجماعة أكادير

عبر عن رأيك؟

مقالات اخرى

11 / 1

Leave A Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *