فقدت الساحة الفنية الأمازيغية هذا الأسبوع أحد أعمدتها البارزة، الفنان الكبير والعازف المبدع الرايس لحسن بلمودن، الملقب بـ”سلطان الرباب”. هذا الاسم الذي سيظل محفورًا في ذاكرة عشاق الموسيقى الأمازيغية لما قدمه من إبداع وتأثير كبير في المشهد الثقافي والفني.
نبذة عن حياته
الرايس لحسن بلمودن، ابن منطقة سوس، وُلد وسط بيئة غنية بالتراث والثقافة الأمازيغية، مما شكل أساسًا قويًا لمسيرته الفنية. برع منذ صغره في العزف على آلة الرباب، تلك الآلة التقليدية التي أصبحت رمزًا لتميزه وأسلوبه الخاص. بفضل صوته الشجي وأدائه المتقن، استطاع أن يخلق لنفسه مكانة مميزة في قلوب الجماهير، محليًا ودوليًا.
إنجازاته الفنية والثقافية
- إنتاج فني غني: ترك الرايس لحسن إرثًا فنيًا زاخرًا بالأغاني التي حملت رسائل عميقة ومواضيع مستوحاة من الحياة اليومية والطبيعة والهوية الأمازيغية.
- المهرجانات والمناسبات الثقافية: كان حضور الرايس لحسن بلمودن في المهرجانات الوطنية والدولية علامة فارقة، حيث ساهم في تعزيز مكانة الموسيقى الأمازيغية وجعلها محط اهتمام وإعجاب على مستوى واسع.
- الحفاظ على التراث: لم يكن فنه مجرد أغانٍ وألحان؛ بل كان رسالة حية للحفاظ على التراث الأمازيغي ونقله للأجيال القادمة.
تأثيره على الجيل الجديد
شكّل الرايس لحسن بلمودن مصدر إلهام كبير للعديد من الفنانين الشباب، الذين ساروا على خطاه في دمج الأصالة الأمازيغية مع لمسات إبداعية حديثة. بفضل تفانيه وحبه لفنه، رسخ قيم الاعتزاز بالهوية الثقافية والاحتفاء بالموروث الفني.
فقدانه خسارة للساحة الفنية
برحيل الرايس لحسن بلمودن، فقدت الساحة الفنية الأمازيغية صوتًا أصيلًا وعازفًا فذًا وشخصية استثنائية. إن فقدانه لا يمثل خسارة لعائلته وأصدقائه فقط، بل هو خسارة كبيرة لكل عشاق الموسيقى الأمازيغية ومحبي الفن الراقي.
نتقدم بأحر التعازي إلى عائلته وأحبائه، وإلى كل من تأثر بفنه وإبداعه. نسأل الله أن يتغمده برحمته الواسعة، وأن يخلد ذكراه بفنه الذي سيبقى خالدًا في قلوبنا.