يُعد الفنان حسن الصقلي (1931 – 2008) أحد أعمدة الفن المغربي، إذ ترك بصمته في المسرح والسينما والتلفزيون عبر مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من نصف قرن.
بداياته ومساره الفني
وُلد حسن بن أحمد الصقلي في مدينة الدار البيضاء سنة 1931. بدأ مسيرته المسرحية في المسرح العمالي بالعاصمة الاقتصادية خلال أوائل الخمسينيات، حيث صقل موهبته المسرحية، قبل أن ينضم إلى فرقة المعمورة، التي كانت آنذاك تابعة لوزارة الشبيبة والرياضة، والتي لعبت دورًا محوريًا في تطوير المسرح المغربي.
بصمته في السينما
شارك الصقلي في واحد من أول الأفلام المغربية بعد الاستقلال سنة 1956، ما جعله من رواد السينما الوطنية. كما كانت له إسهامات في السينما العالمية، حيث شارك في رائعة المخرج مصطفى العقاد “الرسالة”، التي خلدت ذكرى نشأة الإسلام. أما في السينما المغربية، فقد تألق في أفلام بارزة مثل:
- “أصدقاء الأمس” (حسن بنجلون)
- “نظرة” (نور الدين الخماري)
- “انهض يا مغرب” (نرجس النجار)
- “وداعًا فوران” (داوود أولاد السيد)
- “الإسلام يا سلام” (سعد الشرايبي)
- “عود الورد” (حسن زينون)
التلفزيون والنضال الفني
إلى جانب أعماله المسرحية والسينمائية، كان حسن الصقلي من أوائل المخرجين في التلفزيون المغربي، وشارك في العديد من المسلسلات المغربية والعربية. لم يكن فقط فنانًا، بل كان أيضًا مدافعًا شرسًا عن حقوق الفنانين، حيث أسس غرفة الممثلين المغاربة وكان أول رئيس لها، مساهمًا بذلك في تحسين ظروف العمل للفنانين المغاربة.
التكريم والرحيل
كرّم المهرجان الوطني للمسرح بمكناس سنة 2008 المسار الحافل لحسن الصقلي خلال دورته العاشرة، لكنه لم يتمكن من حضور التكريم بسبب معاناته مع المرض. وافته المنية ليلة 28 غشت 2008 في مستشفى مولاي عبد الله بالرباط، ودفن في مقبرة الشهداء بالدار البيضاء.
رحل حسن الصقلي عن عالمنا، لكنه ترك إرثًا غنيًا سيظل خالدًا في وجدان الأجيال القادمة من الفنانين والجمهور المغربي.