اخبار سريعة

ثقافة و فنحوار و آراءسلايدشو

14 فبراير: الذكرى العاشرة لرحيل الفنان عموري مبارك أحد أعمدة الأغنية الأمازيغية

إم سات نيوز /فاطمة ز.تاملاست

العرض الذي أعددته خلال دراستي في مادة ” الثقافة والفنون ” في شهر دجنبر الماضي كان تحت عنوان :

تمظهرات التجديد في الأغنية الأمازيغية, عموري مبارك نموذجا”

الأغنية الأمازيغية تعد من أهم أدوات التعبير الثقافي والهوية لدى الشعب الأمازيغي، على مر العقود وقد شهدت الموسيقى الأمازيغية تطورا كبيرا ، خاصة على يد رموز مثل عموري مبارك الذي أحدث ثورة فنية جمعت بين التراث والتجديد

المحور 1 : مدخل إلى حياة عموري مبارك ومسيرته الفنية

ازداد عام 1951 في قرية انمزغالتن إركّيتن عند سفح الأطلس الكبير نواحي مدينة تارودانت فنان ملحن مغني وموسيقي أمازيغي مغربي

في سن الثامنة توفي والديه بشكل مفاجئ ما جعله يلتحق بدار الايتام بمدينة تارودانت،هناك تعلم مبادئ العزف و الغناء على يد الامهات الفرنسيات الأصل اللواتي كن يؤطرن و يدرن الميتم .كون عموري مبارك اول مجموعة غنائية من أصدقاء دراسته من ابناء تارودانت تحت إسم “سوس فايف “أوائل السبعينيات،كانت المجموعة تغني بعض اغاني الطرب المغربي كأغاني عبد الهادي بلخياط بعض الاغاني الامازيغية و الغربية في الحفلات وبعض المناسبات،بعد فترة التقى عموري مبارك بالاستاذ ابراهيم اخياط،الناشط الامازيغي و مؤسس الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي الاستاذ محمد مستاوي ،الصافي علي مومن بحفل بمدينة تيزنيت فأعجبوا بالفنان عموري بعدما أبهرهم بعرض غنائي قدمه.

اقترح عليه الاستاذ أخياط تأسيس مجموعة يكون ضمنها مع فنانين اخرين كالعكاف بلعيد،طارق المعروفي،بيجعاض،سعيد بوتروفين فقبل العرض والتحق بالعاصمة الرباط مكان التأسيس سنة 1973.فكان لها اسم “أوسمان”

حققت أوسمان نجاحًا كبيرًا وطنيا و دوليا بحيث شاركت على مسرح الأولمبيات في باريس وقصر الفنون الجميلة في بروكسيل وقصر الشتاء في ليون الفرنسية شاركو في مهرجانات وطنية وسجلو عدة أغاني من ابداعهم الى ان انقسمت هذه المجموعة في عام 1978 واستمر عموري مبارك في مسيرته الفنية منفردا سجل العديد من الالبومات لاقت اقبالا و نجاحا كبيرا بحيث كان مبدعا و مبتكرا في صنف الاغنية العصرية الأمازيغية من خلال الجمع بين التراثي التقليدي والحداثي العصري،من اغانيه تازويت،تاغلغالت،إمي،مامنك أور يالا و الكثير تعامل مع مجموعة من الشعراء الأمازيغين المعاصرين المرموقين ك صدقي أزايكو ، محمد المستاوي، محمد وگرار و آخرون. توفي عموري مبارك رحمه الله 14 فبراير 2015 عن عمر ناهز الرابعة والستين سنة بعد معاناة مع المرض،مخلفا وراءه إرث فني غني.

المحور 2 : عموري مبارك ومفهوم التجديد : يعود الفضل للفنان عموري مبارك في كونه أول من عصرن الأغنية الامازيغية بالمغرب من خلال إقحام مقامات غربية والات عصرية مع الحفاظ على الموروث الامازيغي،عموري قام بتنويع الأنماط الموسيقية وغناها بالأمازيغية،ابتداء من المقام الخماسي السوسي اغنية تيزويت،مرورا بالمقام الغربي البوم ساقسا أمنار وأغلب أغانيه. وموسيقى الروك البوم إكيك ن صيف والدقة الهوارية “إتوضن وول ارزا”ايقاعات احواش “البوم ازمز اروفان”،كما نوع الالات الموسيقية فالى جانب عشقه لالًة القيتارة التي أبدع وعزف بها جل أغانيه،نجده يبدع كذلك باستخدام الكمان جانفليي،البوم تينمل نغ،والة لوطار السوسية “تيزويت،رواحت اوينو” والقيتارة الكهربائية “البوم اكيك ن صيف”،

المحور 3 : إسهاماته في تطوير الموسيقى الأمازيغية

المرحوم لم يجدد فقط في الموسيقى والالحان بل نجده أيضا يجدد في الكلمات ويتناول قضايا اجتماعية وسياسية مثل الهوية، الحب والحرية والمقاومة الثقافية بالإضافة إلى تقديم كلمات سهلة التلقي دون الاخلال بالعمق الثقافي

وكان أيضا مجدد الأداء حيت أن أسلوبه كان مفعما بالروح والاندماج مما جعله يلامس مشاعر الجمهور كما غنى بالسوسية وبالريفية وبأمازيغية الأطلس المتوسط.مواضيع أغانيه متنوعة فإلى جانب تركيزه على الهوية الامازيغية ،غنى للحب والهجرة و الوجودية والمعاناة

المحور 4 : تأثير فلسفة عموري مبارك على الموسيقى الأمازيغية

نستطيع تلخيص تأثير فلسفته في النقط التالية :

1-النزعة الوجودية في فنه :

فلسفة عموري مبارك تشبه إلى حد كبير تأملات ” هيغل ” في مفهوم “الحياة الطبيعية”، إذ انشغل بالفن كبحث عن معنى وجودي يتجاوز الماديات كان يؤمن أن الفن الحقيقي ليس أداة لجذب الجماهير أو تحقيقا الربح ، بل هو وسيلة لفهم الذات والمجتمع.

2: البحث عن التجديد

كان عموري واعيا بأن الفن كظاهرة إجتماعية يجب أن يكون مرآة للمرحلة التي ينتمي إليها ، تأتره بالموسيقى الغربية لم يكن مجرد تقليد بل كان وسيلة لتحرير الموسيقى الأمازيغية من قيودها التقليدية وربطها بالعالمية

خاتمة:

كان عموري مبارك أكثر من مجرد فنان لقد كان فيلسوفا موسيقيا اعاد تعريف الأغنية الأمازيغية كمساحة للتأمل والتجديد تجربته الفريدة مثال حي على كيف يمكن للفن في أن يكون في ان واحد صوتا للألم والأمل ورسالة للإنفتاح على العالم دون فقدان الهوية.

عبر عن رأيك؟

مقالات اخرى

23 / 1

Leave A Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *