بلاغ الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة
بخصوص تأخر صرف مستحقات الدعم المسرحي
مراكش، 30 أبريل 2023
——
في ظل ما يشهده القطاع المسرحي من تحديات متزايدة، تعبر الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة عن بالغ أسفها وانشغالها العميق إزاء التأخير المتكرر وغير المبرر في صرف دفعات الدعم المخصصة لمشاريع الدعم المسرحي (في دورتيه) برسم سنة 2024.
إن استمرار هذا التعطيل، الذي أصبح للأسف سمة شبه سنوية، يشكل مصدر قلق حقيقي ويُخلّ بالتزامات الشراكة التي ينبغي أن تحكم العلاقة بين الفرق المسرحية ووزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة. فرغم إعلان نتائج الدعم في غشت 2024، بادرت الفرق المسرحية، بكل ما تقتضيه المسؤولية والاحترافية، إلى تنفيذ برامجها الفنية ضمن الآجال القانونية المحددة، إلا أنها فوجئت بتأخر كبير في صرف الدفعات المستحقة، والتي لم يتم الشروع في تحويلها إلى الحسابات البنكية إلا في أواخر دجنبر 2024 وبداية يناير 2025.
وإذا كان من المفهوم أن تمر المنظومات الإدارية بأزمات ظرفية، فإن ما نعيشه اليوم يتجاوز ذلك، ليُشير إلى اختلال بنيوي يقتضي إعادة نظر شاملة. فتأخير التمويل لا يمس فقط الجانب المالي، بل ينعكس مباشرة على السير العام للعمل الإبداعي، ويؤثر سلبًا على أوضاع الفنانين والتقنيين وكل المتدخلين في العملية المسرحية، خاصة في ظل التزامات تعاقدية ومالية متراكمة.
لقد نصّت العقود المبرمة بوضوح على آجال محددة لصرف الدفعات:
- الدفعة الأولى (40%) مباشرة بعد استكمال الملف والتأشير على الالتزام بالنفقة.
- الدفعة الثانية (30%) بعد العرض الأول في أجل أقصاه شهران من إعلان النتائج.
- الدفعة الثالثة (30%) بعد تنفيذ الالتزامات وتقديم الوثائق الختامية.
أما بالنسبة للجولات، فالعقود تنص على صرف 50% في البدايةو50% بعد التنفيذ. ومع ذلك، لم تُحترم هذه المقتضيات، ما يُضعف مبدأ الثقة ويُعرقل الجهود المهنية الرامية إلى النهوض بالمشهد المسرحي الوطني.
بناءً عليه، فإن الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة تعلن للرأي العام المسرحي والوطني ما يلي:
- تحميل وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وكذا المصالح المعنية بوزارة المالية، المسؤولية الكاملة عن التأخير غير المبرر في صرف دفعات الدعم، لما له من أثر بالغ في تعطيل الإنتاج المسرحي الوطني وتقويض المكتسبات التي تحققت بفضل تضحيات المهنيين.
- رفضها القاطع لتحوّل هذا الخلل الإداري إلى أمر واقع أو عرف سنوي، وتؤكد أن الاستمرار في هذا النهج من شأنه الإضرار بثقة الفاعلين المسرحيين في آليات الدعم والمؤسسات.
- دعوتها العاجلة إلى تسوية وضعية الفرق التي أوفت بجميع التزاماتها، وذلك بصرف مستحقاتها في أقرب الآجال، احترامًا للعقود، وضمانًا للكرامة المهنية للمنخرطين في العمل المسرحي.
- مناشدتها الوزارة الوصية فتح حوار جاد ومسؤول، تشارك فيه الفيدرالية والفاعلون في الحقل المسرحي، لإعادة النظر في منظومة الدعم، وتطويرها على أسس شفافة، ناجعة ومستقرة، تحترم الزمن الإداري والفني.
- تأكيدها التام على التزامها بالدفاع عن حقوق الفرق المنخرطة، عبر الوسائل المشروعة، بما فيها القانونية والنضالية، حمايةً لمستقبل المسرح المغربي، وصونًا لكرامة المشتغلين فيه، وإيمانًا بضرورة بناء بيئة ثقافية عادلة وقادرة على الإبداع والتطور.
ختامًا، تهيب الفيدرالية بجميع القوى الحية في القطاع الثقافي الوطني إلى الوقوف صفًا واحدًا من أجل إنقاذ المسرح المغربي من حالة اللايقين التي تهدده، والعمل الجماعي من أجل ضمان استمراريته وتقدّمه في إطار مؤسساتي مسؤول.
عن المكتب الوطني