اخبار سريعة

افريقياسلايدشو

فشل الجزائر في الفوز بمقعد في مجلس السلم والأمن الإفريقي: دلالات وتداعيات

في سياق التنافس الدبلوماسي المحتدم بين المغرب والجزائر داخل أروقة الاتحاد الإفريقي، تكبدت الجزائر نكسة دبلوماسية بعد فشلها في الظفر بمقعد في مجلس السلم والأمن الإفريقي، الهيئة التنفيذية المسؤولة عن الأمن والاستقرار في القارة.

رهان الجزائر على العودة… وخيبة الأمل

قدمت الجزائر ترشيحها لاستعادة المقعد الذي شغله المغرب منذ فبراير 2022، في محاولة لتعزيز حضورها داخل مؤسسات الاتحاد الإفريقي. وقامت الجزائر بحملة دبلوماسية مكثفة شملت جولات إقليمية لوزير خارجيتها، أحمد عطاف، في محاولة لكسب التأييد. غير أن نتائج التصويت السري في الانتخابات التي جرت مؤخرًا في أديس أبابا جاءت مخيبة لآمالها، إذ لم تتمكن من الحصول على الأغلبية المطلوبة.

هذا الإخفاق يُعد مؤشرًا على ضعف الدعم الإفريقي للجزائر في هذه المرحلة، مما يعكس تراجع نفوذها في القارة مقارنة بالمغرب، الذي عزز علاقاته مع العديد من الدول الإفريقية من خلال استراتيجيات دبلوماسية واقتصادية ناجحة.

المغرب يعزز موقعه داخل الاتحاد الإفريقي

من جهته، يستمر المغرب في تكريس حضوره داخل مؤسسات الاتحاد الإفريقي، معتمدًا على:

  • شبكة دبلوماسية قوية مبنية على شراكات اقتصادية وأمنية.
  • مشاريع تنموية كبرى في إفريقيا، خصوصًا في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتعاون الفلاحي.
  • علاقات متينة مع كبرى الدول الإفريقية، مما يُعزز مكانته كفاعل رئيسي في القارة.

وتؤكد هذه التطورات أن المغرب لا يسعى فقط إلى الحفاظ على مكتسباته داخل الاتحاد الإفريقي، بل يعمل أيضًا على توسيع دائرة نفوذه ليكون شريكًا موثوقًا في القضايا الاستراتيجية للمنطقة.

دلالات الفشل الجزائري

يرى العديد من المراقبين أن إخفاق الجزائر في الانتخابات الأخيرة يعكس عدة نقاط مهمة:
1️⃣ عزلة دبلوماسية متزايدة بسبب سياساتها في المنطقة.
2️⃣ تراجع ثقة الدول الإفريقية في القيادة الجزائرية، رغم محاولاتها لحشد الدعم.
3️⃣ نجاح المغرب في تقديم نفسه كحليف استراتيجي مهم لدول القارة.

من المتوقع أن يستمر التنافس الدبلوماسي بين المغرب والجزائر داخل الاتحاد الإفريقي، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات المقبلة لملء المقعد الشاغر في مجلس السلم والأمن الإفريقي. كما ستواصل الجزائر محاولاتها لتعويض هذا الإخفاق من خلال تحركات دبلوماسية جديدة، فيما سيعمل المغرب على ترسيخ نفوذه القاري عبر استراتيجيات متعددة الأبعاد.

يشير هذا التطور إلى تحولات كبيرة في المشهد الدبلوماسي الإفريقي، حيث يبرز المغرب كلاعب أساسي داخل الاتحاد الإفريقي، بينما تواجه الجزائر صعوبات متزايدة في تحقيق أهدافها القارية. وبينما يستعد الطرفان للمحطات القادمة، يبقى التنافس بينهما عاملاً مؤثرًا في رسم معالم السياسة الإفريقية خلال السنوات المقبلة

عبر عن رأيك؟

مقالات اخرى

23 / 1

Leave A Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *