المسرح مرآة الروح، وأفقُ الإبداع الذي يعكس نبض الإنسان وأحلامه. ومن هذا اليقين العميق بأهمية المسرح كفضاء للتعبير والارتقاء بالوعي، يَنبثق برنامج “إسترار” لتطوير وتأهيل الكوادر العاملة في مجال المسرح، الذي تنظمه فرقة أزا دراماتيك للإبداعات الدرامية، بشراكة مع مركز سوس ماسة للتنمية الثقافية وبدعم من المجلسين الإقليمي والجماعي لتيزنيت، ليكون جسراً بين الأصالة والتجديد، وبين الموروثِ الثقافي ورؤى المستقبل.
يستمد برنامج “إسترار” اسمه من الكلمة الأمازيغية التي تعني التحديث، وهو ليس مجرد عنوان، بل فلسفة تنبض في جوهر هذا المشروع المسرحي. فالمسرح، كفن حي، لا يستكين للثبات، بل يتجدد مع كل تجربة، ويتطور مع كل رؤية جديدة. إنه دعوة دائمة لكسر الجمود واستكشاف آفاق إبداعية حديثة، حيث يلتقي التقليد بالمعاصرة، ليعادَ تشكيلُ المسرح بروح متجددة تُواكب التحولات الفنية والثقافية والمجتمعية. إنه تحديثٌ لا يقتصرُ على الأدوات والتقنيات، بل يشملُ الفكر، والأسلوب، وطريقةَ التفاعل مع الجمهور، ليظل المسرح فناً نابضاً بالحياة، حاضراً في كل زمان ومكان.
موعد الانطلاق والفضاءات المحتضنة: ينطلق “إسترار” في نسخته الأولى بمدينة تيزنيت، في الفترة الممتدة من 27 فبراير إلى 2 مارس 2025، محتضناً فعالياته في فضاءات ثقافية متنوعة، من بينها:
- المعهد الموسيقي الحاج بلعيد
- المركز الثقافي محمد خير الدين
- فضاء أگورا
- المقهى الثقافي: À l’Ombre du Figuier
مكونات البرنامج: لا يُعد “إسترار” مجرد سلسلة من الأنشطة، بل هو رحلة إبداعية متكاملة، تمتد عبر:
- ماستر كلاسات يشرف عليها كبار الممارسين والخبراء.
- ورشات تكوينية متكاملة تهدف إلى تحديث تقنيات الأداء، واستثمار الموروث الثقافي الأمازيغي بشكل مبتكر.
- تعزيز مهارات التسويق والترويج الثقافي للمسرح والفنون.
- إعداد المشاريع الثقافية وتنفيذها بفعالية.
- التوثيق والأرشفة الرقمية لحفظ وترسيخ الإنتاج الثقافي بطريقة حديثة ومستدامة.
مسرح خارج العلبة الإيطالية: في تجربة فرجوية غير تقليدية، سيتم نقل العرض المسرحي من الفضاء المغلق إلى المقهى، حيث سيتم اختبار أداء مختلف في بيئة يومية مفتوحة، مما يخلق دينامية جديدة في التلقي، ويتيح فرصة للنقاش والتفاعل مع الجمهور في أجواء أقرب إلى الحياة اليومية.
الختام والتكريم: يُختَتم البرنامج بحفل تكريمي يحتفي بالمشاركينَ والمنجزات، في لقاء يعكس جوهر المسرحِ كفن نابض بالحياة، قادر على التكيف والتجدد. إنه موعد مع المسرح في أسمى تجلياتهِ، كحكاية لا تنتهي، تكتب فصولها بجهود عشاقه، وترسم ملامحها أصوات المبدعين.