الخماري رئيساً للجنة تحكيم مهرجان السينما والصحراء بأسا الزاك

نور الدين لخماري رئيساً للجنة تحكيم المسابقة الدولية في مهرجان السينما والصحراء بأسا الزاك

تستعد مدينة أسا الزاك لاستقبال الدورة الثالثة عشرة من المهرجان الدولي للسينما والصحراء، الذي يعد واحداً من أبرز التظاهرات السينمائية في المغرب والعالم العربي. هذا المهرجان، الذي يُحتفل به سنوياً، يجمع بين السينما والفن في أجواء الصحراء المغربية، ليكون منبراً للتبادل الثقافي والفني. الدورة القادمة للمهرجان ستشهد مشاركة أفلام من فلسطين، العراق، موريتانيا، تونس، مصر، سوريا، الأردن وسلطنة عمان، بالإضافة إلى أفلام مغربية، في إطار مسابقة دولية تهدف إلى تكريم الإبداع السينمائي وفتح آفاق جديدة لصناع الأفلام من مختلف أنحاء العالم.

واحتفاءً بمكانة المهرجان ورسالته الثقافية، تم تعيين المخرج المغربي نور الدين لخماري رئيساً للجنة تحكيم المسابقة الدولية لهذا العام. ويأتي هذا الاختيار ليؤكد على دور لخماري البارز في تطوير السينما المغربية والعالمية، ويعكس كذلك مكانته الكبيرة في صناعة السينما في المنطقة.

نور الدين لخماري: مسيرة مهنية فريدة في عالم السينما

نور الدين لخماري، الذي وُلد في مدينة آسفي المغربية في 15 فبراير 1964، يُعد واحداً من المخرجين البارزين في المغرب والعالم العربي. يحمل الجنسية الإيطالية ويقيم حالياً في الدار البيضاء. بدأ مشواره السينمائي في النرويج بعد أن هاجر إليها في عام 1986، حيث أسس لنفسه مكانة مميزة من خلال مجموعة من الأفلام القصيرة التي لاقت إعجاباً عالمياً. من أبرز أفلامه القصيرة:

• 1993: The Silent Struggle – الذي فاز بأفضل فيلم قصير نرويجي في نفس العام.
• 1995: Brèves notes – فيلم قصير حصل على 17 جائزة دولية من بينها جائزة دولبي في غريمساد (النرويج).
• 1996: Né sans ski aux pieds (Uten ski på beina) – الذي فاز بجائزة أفضل فيلم في النرويج وعُرض في عدة دول من بينها النرويج والسويد وبولندا والمغرب.
• 1997: Paper Boy – فيلم قصير مدته 5 دقائق، فاز بجائزة شيكاغو.
• 1998: Le dernier spectacle – أحد أعماله المميزة في بداية مشواره.

هذه الأعمال القصيرة، التي عرضت في مهرجانات دولية عديدة، ساعدت على بروز لخماري كمخرج يتمتع بقدرة فائقة على السرد السينمائي الذي يعكس قضايا إنسانية واجتماعية.

أعماله السينمائية الطويلة

انتقل لخماري بعد ذلك إلى الإخراج السينمائي الطويل، حيث قدم عدداً من الأفلام التي أثرت في المشهد السينمائي المغربي والعالمي. من أبرز أفلامه:

• 2005: النظرة – فيلم يعكس واقع العلاقات الاجتماعية والإنسانية في المجتمع المغربي.
• 2008: كازانيكرا – فيلم سلط الضوء على الحياة في مدينة الدار البيضاء، وحقق نجاحاً كبيراً.
• 2012: الزيرو – فيلم يتناول قضايا الفقر والهوية المغربية في سياق اجتماعي معقد.
• 2017: بورن آوت – فيلم يناقش الصراع الداخلي والتحديات التي يواجهها الأفراد في بيئات اجتماعية معقدة.

إسهاماته التلفزيونية: المسلسل البوليسي “القضية”

بالإضافة إلى أعماله السينمائية، قدم لخماري مساهمات بارزة في مجال التلفزيون، ومنها مسلسل “القضية” (2006)، الذي لاقى إعجاباً واسعاً في العالم العربي وحقق نجاحاً كبيراً على مستوى الإنتاج والكتابة.

تواجده في مهرجان أسا الزاك: تكريم للمسيرة الإبداعية

تأتي رئاسة نور الدين لخماري للجنة تحكيم المسابقة الدولية للأفلام في مهرجان السينما والصحراء في دورته الثالثة عشرة تتويجاً لمسيرته السينمائية الطويلة، حيث سيشرف على اختيار الأفلام الفائزة في مسابقة دولية تضم أعمالاً من دول عربية وعالمية. هذا التعيين يعكس اعترافاً بمساهماته الكبيرة في تطوير السينما المغربية والدولية، ويؤكد على مكانته المرموقة كأحد أبرز المبدعين في مجال الإخراج السينمائي.

من خلال هذه الدورة، يسعى المهرجان إلى تعزيز الوعي الثقافي والفني وتوسيع آفاق التبادل الثقافي بين المبدعين في مختلف أنحاء العالم. كما يسعى إلى تسليط الضوء على القضايا الإنسانية والاجتماعية من خلال الأفلام المشاركة التي تعكس تنوعاً ثقافياً وحضارياً عميقاً.