اخبار سريعة

slide 2 of 10
سلايدشوسياسة

التحالف المغربي الفرنسي الإسباني يُخرج الجزائر من المشهد الإقليمي والدولي

إم سات نيوز/ س.ب

التقارب الثلاثي بين المغرب وفرنسا وإسبانيا لم يعد يقتصر على الشأن الرياضي أو ظرفية تنظيم كأس العالم 2030، بل أصبح تجسيداً لتحالف استراتيجي متعدد الأبعاد يعيد تشكيل التوازنات في غرب المتوسط ويؤسس لمنظومة إقليمية جديدة يكون المغرب في قلبها. هذا التعاون الثلاثي، المبني على الثقة والمصالح المشتركة، يفتح آفاقاً واسعة في مجالات الاقتصاد، الأمن، الطاقة، البنية التحتية، التحول الرقمي، وتدبير الهجرة، ويجعل من المغرب شريكاً مركزياً لأوروبا في جنوب المتوسط، مقابل تهميش متزايد للدور الجزائري، التي تجد نفسها اليوم خارج نسق التطورات الكبرى الجارية في المنطقة.

ففي الوقت الذي ينخرط فيه المغرب في مشاريع كبرى مع باريس ومدريد، تمتد من خطوط النقل إلى الربط الطاقي والاستثمارات الاستراتيجية، تعيش الجزائر حالة من الارتباك السياسي والدبلوماسي، حيث تعجز عن التفاعل مع الدينامية الجديدة القائمة على الانفتاح، التعاون، والمشاريع المشتركة. الخطاب الجزائري الرسمي ما يزال أسير منطق الحرب الباردة، قائم على العداء للمغرب والمزايدة على القضايا الإقليمية، دون تقديم بدائل أو رؤية شاملة تجعل من الجزائر شريكاً موثوقاً في محيطها الجغرافي.

التحالف الثلاثي أفرز واقعا جيوسياسيا جديدا لم تعد فيه الجزائر محور التوازن المغاربي، بل أضحت على هامش التحولات التي تقودها الرباط بشراكاتها المتعددة، حيث أظهر المغرب قدرة على تنويع حلفائه، والتحرك برؤية استراتيجية تجمع بين العمق الإفريقي والانفتاح على أوروبا. وأمام هذه الدينامية، تختار الجزائر الانغلاق وتوسيع الهوة بينها وبين منطق العصر، عبر تصعيد إعلامي لا يغير شيئاً من الواقع الجديد، الذي يعكس تراجع دورها الإقليمي وضعف نفوذها على الساحة الأوروبية.

ولعل ما يثير قلق الجزائر أكثر هو أن التعاون المغربي الإسباني الفرنسي ليس مجرد تحالف مصالح آنية، بل هو مشروع طويل الأمد لإعادة هيكلة العلاقات شمال جنوب المتوسط، انطلاقاً من منطق رابح-رابح، والتقائية المصالح الاقتصادية والسياسية، بينما تعاني الجزائر من أزمة ثقة مع شركائها التقليديين، وعزلة دبلوماسية متزايدة في ظل تصاعد الانتقادات لسياستها في ملفات الهجرة، الغاز، وحقوق الإنسان.

وفي ظل استمرار هذا الواقع، يبدو أن الجزائر تخسر تدريجياً موقعها في الخارطة الجيوسياسية للمنطقة، لتتحول إلى كيان خارج المناخ الإقليمي الأوروبي الجديد، حيث تُصاغ السياسات والاتفاقات بمعزل عنها، وتُؤسس التكتلات وفق منطق الفعالية والاستقرار، بعيداً عن الشعارات الشعبوية والمواقف العدائية، التي لم تعد تجد لها صدى في عواصم القرار الأوروبي.

What's your reaction?

Related Posts

29 / 1

Leave A Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *