اخبار سريعة

تمازيغتسلايدشو

إلى أين تتجه المسلسلات الرمضانية الأمازيغية؟

مع كل عرض مسلسل أمازيغي خلال شهر رمضان، يعود النقاش إلى الواجهة، وتظهر العديد من الانتقادات التي تركز على قضايا مثل تمطيط الأحداث وتضارب الزمن، بالإضافة إلى النقاش حول الأداء واللباس والمحتوى بشكل عام. ويتساءل العديد من المتابعين ما إذا كانت أعمال هذا الموسم تستطيع أن تبرز ولو قليلاً من الإبداع الفني، خصوصًا أن الأعمال الرمضانية على مر السنين قد نُعتت بالرداءة والضعف الفني.

ومن أبرز المشاكل التي يعاني منها هذا النوع من الإنتاجات هو تمطيط الأحداث بشكل مبالغ فيه، حيث تضاف مشاهد غير ضرورية تجعل وتيرة القصة بطيئة وغير مشوقة. هذا التمطيط يخلق نوعًا من الفتور لدى المشاهدين الذين يتوقعون تطورًا أسرع للأحداث. كذلك، يتم في كثير من الأحيان التضارب في الزمن، مما يضعف من مصداقية العمل ويجعل المشاهدين يشعرون وكأنهم أمام سرد غير منطقي.

إضافة إلى ذلك، نلاحظ أن المسلسلات الأمازيغية، رغم محاولاتها لمناقشة قضايا المجتمع، تتكرر فيها بعض الصور النمطية التي قد تكون مبالغًا فيها. تظهر شخصيات ذات عاهات بشكل متكرر، مما يعكس صورًا سلبية قد لا تكون دقيقة أو واقعية في تمثيل المجتمع الأمازيغي، مما يفتح الباب للانتقادات حول تسويق صور سلبية عن المجتمع. هذا يجعل البعض يتساءل: هل هذه الأعمال تسعى إلى تقديم صورة حقيقية ومتوازنة عن المجتمع، ؟ أم أن الهدف هو المبالغة في إبراز الظواهر السلبية فقط؟

من جهة أخرى، تبقى مسألة الإبداع في المسلسلات الرمضانية الأمازيغية موضوعًا مثيرًا للجدل. بالرغم من أن هذه الأعمال تحظى بمتابعة واسعة، إلا أن الكثيرين يرون أن هناك تكرارًا مملًا لنفس الأنماط الفنية والتقنيات الدرامية. مع تكرار نفس الأسلوب في الكتابة والإخراج، أصبح من الصعب جذب الجمهور إلى أعمال جديدة تقدم تجارب مبتكرة. يعتقد الكثيرون أن هذا النمط الثابت قد أضرّ بقدرة هذه الأعمال على مواكبة تطور الذوق العام، خاصة في ظل تطور المسلسلات العالمية.

وفي الوقت نفسه، لا يمكن إغفال حقيقة أن الأعمال الرمضانية الأمازيغية تعرض في وقت الذروة، مما يزيد من التحديات التي تواجه المبدعين في تقديم محتوى متميز. قد تكون الضغوطات التجارية وضرورة تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة سببًا رئيسيًا في ضعف بعض الأعمال من الناحية الفنية، حيث يتجه العديد من المنتجين إلى تقديم ما يضمن مشاهدات عالية بدلاً من التركيز على الجودة الفنية والإبداعية.

ختامًا، ورغم كل ما ذكر من انتقادات، لا يمكننا إنكار أن هناك العديد من الأعمال التي حققت نجاحًا، سواء على المستوى الجماهيري.

ومع استمرار هذا التحدي في تقديم أعمال متميزة، تبقى الفرصة قائمة لإعادة التفكير في طريقة الكتابة والإخراج، ولتحقيق نقلة نوعية في المسلسلات الرمضانية الأمازيغية.فهل ستفلح إليس ووشن من إقناع الجماهير وتحقيق النجاح الذي حققه بابا علي رغم نواقصه ؟

لحسن بوفران

عبر عن رأيك؟

مقالات اخرى

22 / 1

Leave A Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *