في اكتشاف أثري غير مسبوق، أعلن فريق بحث مغربي بقيادة عالم الآثار يوسف بوكبوط، الباحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، عن اكتشاف أول قرية من العصر البرونزي في المغرب الكبير، تعود إلى فترة ما قبل وصول الفينيقيين. تم نشر تفاصيل هذا الاكتشاف اليوم الاثنين في المجلة العلمية العالمية “Antiquity”، ومن المتوقع أن يُحدث هذا الحدث ثورة في فهم تاريخ المغرب وشمال إفريقيا.
تم العثور على هذه القرية في منطقة وادي بهت بالقرب من مدينة الخميسات، ويعود تاريخها إلى ما بين 3400 و2900 سنة قبل الميلاد. يُعتبر هذا الموقع أقدم وأكبر مركب زراعي تم توثيقه في إفريقيا خارج وادي النيل، مما يسلط الضوء على وجود مجتمع زراعي متقدم في المنطقة خلال تلك الفترة.
يُشير هذا الاكتشاف إلى أن المغرب كان له دور فعال في تشكيل الحضارات في غرب البحر الأبيض المتوسط خلال الألفية الرابعة والثالثة قبل الميلاد، خاصة في ظهور المجتمعات المعقدة. كما يُعيد النظر في فهمنا للتفاعلات والتبادلات الثقافية بين شمال إفريقيا وبقية منطقة البحر الأبيض المتوسط قبل وصول الفينيقيين.
يُعد هذا الاكتشاف ثمرة تعاون دولي بين باحثين مغاربة وبريطانيين وإيطاليين، حيث بدأت الحفريات في الموقع منذ عام 2021. يأمل الفريق البحثي أن يُسهم هذا العمل في تعزيز المعرفة بتاريخ المغرب وشمال إفريقيا، وتشجيع المزيد من الدراسات الأثرية في المنطقة.
